سمارت هومز

كاميرات مراقبة منزلية لاسلكية تمنحنا شعورًا بالأمان، لكن هل تستحق اختراق الخصوصية؟

كاميرات مراقبة منزلية لاسلكية

في زمن أصبحت فيه كاميرات مراقبة منزلية لاسلكية جزءًا من تفاصيل الحياة اليومية، تبدو كاميرات الأمن المنزلي وكأنها أدوات بسيطة تمنحنا شعورًا بالأمان. لكن، خلف هذا الإحساس المريح، تبرز تساؤلات جوهرية حول حدود الخصوصية التي نضحي بها دون أن ندري. لقد عايشت بنفسي هذا التحول؛ فبينما كانت كاميرتي في أحد أحياء سان فرانسيسكو ترصد مشاهد الجرائم الحضرية كالعراك في الشوارع أو الألعاب النارية غير القانونية، تحولت لاحقًا بعد انتقالي إلى الضواحي إلى أداة ترصد مشاهد من الحياة البرية، كالغزلان التي تهاجم شجيرات الورد في حديقتي.

 

ومع مرور الوقت، وجدت نفسي أراجع هذا الشعور الزائف بالأمان، وأسأل: هل كاميرات مراقبة منزلية لاسلكية تستحق هذه الكاميرات ثمن التنازل عن خصوصيتنا؟ وهل ما نحصل عليه من فوائد يبرر حجم التطفل المتزايد على حياتنا؟ هذه التساؤلات باتت أكثر إلحاحًا اليوم، مع استعداد مدينة سان فرانسيسكو، أحد معاقل التقدّم التكنولوجي، لتنفيذ قانون جديد يسمح للشرطة بطلب الوصول إلى البث المباشر من الكاميرات الخاصة، مثل أجهزة Ring وNest Cam.

في هذا المقال، نستعرض هذا التحوّل الحساس في العلاقة بين الأمن والخصوصية، ونناقش ما إذا كانت الراحة التي توفرها أنظمة المراقبة تبرّر الثمن الذي ندفعه من حريتنا الشخصية.

مراقبة فورية أم اختراق للخصوصية؟ قانون جديد يثير الجدل في سان فرانسيسكو

في السابق، كانت الشرطة تعتمد على طلب تسجيلات الفيديو من أصحاب كاميرات المراقبة المتصلة بالإنترنت، أو تطلب البيانات من الشركات المصنّعة مثل أمازون أو جوجل. أما الآن، فتسعى قوات الشرطة في سان فرانسيسكو إلى الوصول المباشر للبث الحي من هذه الكاميرات، بهدف الاستجابة الفورية للجرائم أثناء وقوعها بدلًا من التحقيق فيها بعد انتهائها.

وبعد سلسلة من المقابلات مع خبراء الخصوصية، وأكاديميين، وممثلين عن شركات التكنولوجيا، بالإضافة إلى الجهات التي أعدّت التشريع، تبيّن أن الأثر الفوري لهذا القرار على خصوصية المستخدمين لا يزال محدودًا نتيجة بعض القيود التقنية.
لكن الأهم من ذلك هو الحاجة إلى التأمل في العلاقة المتزايدة بين الشركات التقنية والجهات الأمنية، وهو ما يدفعنا لإعادة تقييم طريقة استخدامنا لكاميرات المراقبة لحماية خصوصيتنا على المدى الطويل.

ويُعد هذا القانون الجديد في سان فرانسيسكو نقطة انطلاق مهمة لفهم ما يجري في النقاشات المتعلقة بالمراقبة الرقمية، وكاميرات مراقبة منزلية لاسلكية.

من ناحية أخرى، يؤكد المسؤولون أن الهدف الأساسي من هذه الخطوة هو رفع مستوى الأمان العام. فبحسب ما ذكره مكتب العمدة، فإن مناطق مثل Western Addition شهدت تراجعًا في جرائم إطلاق النار بعد تركيب كاميرات حكومية في منتصف العقد الأول من الألفية. كما أشارت بعض الحالات، مثل واقعة سرقة المخبز في سان خوسيه بولاية كاليفورنيا، إلى أن تسجيلات الكاميرات كانت عاملًا حاسمًا في كشف الجناة.

كاميرات مراقبة منزلية لاسلكية

كاميرات مراقبة منزلية لاسلكية

مخاوف الخصوصية تتزايد

يرى معارضو القانون، مثل مؤسسة Electronic Frontier Foundation المعنية بالحقوق الرقمية، أن كاميرات المراقبة لا تُعد وسيلة فعّالة للحد من الجريمة. فبحسب دراسة أجراها جامعة نيويورك، لم تُسهم كاميرات مراقبة منزلية لاسلكية المثبّتة في مجمّعين سكنيين خاصين بمدينة نيويورك في تقليل معدل الجرائم، ما يعكس ضعف فاعلية هذه التقنية كوسيلة للردع.

وقد عبّر مات غوارِليا، المحلل السياسي في المؤسسة، عن مخاوفه من أن يشكّل القانون الجديد تهديدًا حقيقيًا لخصوصية المستخدمين، مشيرًا إلى أن القانون يشترط حصول الشرطة على إذن من مالك الكاميرا قبل مشاهدة البث المباشر، لكن في المقابل، كانت الشرطة قادرة بالفعل على الحصول على تسجيلات من كاميرات “رينغ” مباشرة من شركة أمازون.

وقد أكدت متحدثة باسم رينغ أن الشركة توفّر بيانات الكاميرات للشرطة عند وجود أوامر قضائية، وأنها قدّمت تسجيلات في بعض الحالات الاستثنائية مثل حالات الخطف دون الحاجة لأمر قضائي.

وعلى الرغم من المخاوف، إلا أن تأثير القانون لن يكون فوريًا أو واسع النطاق، والسبب أن الأجهزة الأكثر شيوعًا مثل رينغ ونست كام  لا تحتوي على ميزة تقنية تتيح للشرطة مشاهدة البث الحي مباشرة. ووفقًا لمحادثات أُجريت مع مكتب العمدة، فإن واضعي القانون لم يكونوا على دراية بهذا القيد التقني عند صياغته.

أما عن مستقبل هذه التقنية، فحتى الآن، لا تخطط أمازون أو جوجل لإضافة ميزة تتيح للشرطة الوصول المباشر للبث المباشر من كاميرات مراقبة منزلية لاسلكية، ما يترك مستقبل المراقبة الفورية في منطقة ضبابية.

خبراء الخصوصية يحذرون من قوانين المراقبة التي قد تمهّد لتحالف خطير بين الشرطة وشركات التكنولوجيا

رغم أن القانون الجديد لا يُلزم الشركات بتوفير بث مباشر للشرطة حاليًا، إلا أن العديد من خبراء الخصوصية حذروا من الركون إلى هذا الوضع المؤقت. فمجرد وجود نص قانوني يسمح للشرطة بطلب الوصول المباشر لكاميرات مراقبة منزلية لاسلكية،  ما يعني  برأيهم  أن المرحلة القادمة قد تشهد ضغطًا متزايدًا على شركات التكنولوجيا لتطوير مميزات تتيح هذا النوع من التعاون الأمني.

وقد عبّر مات غوارِليا عن هذه المخاوف بقوله: “هذه الشركات متحمسة جدًا للتعاون مع أجهزة إنفاذ القانون، ولا مانع لديها من تطوير مزايا تلائم رغباتهم. لذا، لو طلبت شرطة سان فرانسيسكو من أمازون غدًا إنشاء ميزة لمشاركة البث المباشر، فلن أتفاجأ إذا وافقت الشركة على الفور”.

ومن جهتها، أكدت شوشانا زوبوف، مؤلفة كتاب عصر رأسمالية المراقبة، أن مدينة سان فرانسيسكو قد تكون أوجدت طوعًا بيئة خطيرة تمزج بين السلطة الحكومية والقوة التقنية الخاصة. وبحسب رأيها، فإن اعتماد الحكومة على الشركات التكنولوجية يجعل أي قوانين لحماية البيانات الشخصية غير فعّالة في المستقبل، ما يعني فتح الباب واسعًا أمام توسع رقابة الدولة على الأفراد عبر أدوات تجارية.

هل تستحق كاميرات المراقبة كل هذا الجدل؟ 

فما هو موقعنا نحن، مالكي كاميرات مراقبة منزلية لاسلكية، في هذا الجدل؟ ما الذي تقدمه لنا الكاميرات فعلًا؟ وماذا ينبغي علينا فعله إذا كانت هناك مخاطر مستقبلية على خصوصيتنا؟

للإجابة، من المفيد العودة إلى البيانات. فقد أنهت دراسة موسعة أعدها باحثون من جامعات مرموقة مثل جامعة مدينة نيويورك وجامعة نورث إيسترن وجامعة كامبريدج، إلى أن وجود كاميرات المراقبة أدى إلى انخفاض بسيط في معدلات الجريمة بنسبة تقارب 13% في الدول التي تعتمد أنظمة المراقبة، مثل بريطانيا وكوريا الجنوبية. وكان الأثر الإيجابي واضحًا فقط في الجرائم المتعلقة بالممتلكات، مثل سرقة السيارات أو اقتحام المنازل، فيما لم تُظهر الكاميرات فعالية تُذكر في ردع الجرائم العنيفة.

 

في النهاية،لا يمكن إنكار أن كاميرات مراقبة منزلية لاسلكية قد تساهم في تقليل بعض الجرائم، خصوصًا تلك المرتبطة بالممتلكات، إلا أن فعاليتها في مواجهة الجرائم العنيفة تبقى محدودة. وبينما توفر هذه الأجهزة شعورًا يعتبر مزيف بالأمان، فإن المخاوف من توسّع الرقابة وتقاطع المصالح بين الجهات الأمنية وشركات التكنولوجيا تشكّل تهديدًا حقيقيًا للخصوصية الفردية. لذلك، من الضروري أن يعيد كل مستخدم تقييم دوافعه لتركيب الكاميرا مقابل الثمن الخفي الذي قد يدفعه من حريته. فالأمان الحقيقي لا يأتي فقط من المراقبة، بل من الشفافية والحد من الاستغلال التكنولوجي. والقرار في النهاية يعود إلينا، إلى أي مدى نحن مستعدون للتنازل عن خصوصيتنا من أجل بعض الطمأنينة؟
لطلب كاميرات مراقبة منزلية لاسلكية فائقة الجودة لا تتر في الاتصال علينا في شركة دي جي بوينت 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *